الجمعة، 9 سبتمبر 2011

البشر يستخدمون فقط 10% من أدمغتهم ، حقيقة أم خرافة ؟؟؟؟






نسمع كثيرا من يردد مقولة ، إننا كبشر نستخدم فقط عشرة في المائة من أدمغتنا ، وان النسبة المتبقية من الدماغ غير مستخدمة ، ويتمادى أصحاب هذا الادعاء بقولهم أن العباقرة والمبدعين كالعالم نيوتن والبرت اينشتاين وبور وغيرهم استخدموا خمسة عشر في المائة من أدمغتهم ، ويدللون على صحة ذلك بمجموعة من الحكايات والبراهين التي لا يمكن أن تخضع إلى أي منطق علمي صحيح ، فما هو مدى صحة هذا الادعاء وهل نحن البشر نستخدم 10% فقط من أدمغتنا ؟.

أصل الخرافة
 
          في الحقيقة فإن خرافة 10% ، يصعب التكهن في منشأها الحقيقي ، وقد يكون ذلك عائدا إلى بداية القرن التاسع عشر، عندما دار جدل بين العلماء حول أي الأماكن في الدماغ هي المسؤولة عن إنجاز وظائف الجسم المختلفة ، وأين تكمن الذاكرة والذكريات في الدماغ.
          وتدل الكثير من الدراسات التاريخية أنه ومنذ القرن الثامن عشر ، بدأ الاهتمام فعليا بدراسة وظائف العقل البشري ، وكان الجدل يتركز حول تساؤل جوهري مهم ، وهو هل الدماغ يعمل ككل لا يتجزأ ، أم أن هناك مناطق محددة لكل وظيفة من وظائف الجسم ، ثم تطور هذا النقاش عندما ظهر علم الفراسة الفرينولوجيا  Phrenology على يدي كل من ( فرانز جوزيف جال ) و ( يوهان شبورتسهايم) .
          ويمكن القول أن العالم ( ماري جين بيير فلورينس ) هو أول من أسس نهجا علميا سليما لدراسة الدماغ البشري ، حيث توصل إلى أن لكل من قشرة المخ والمخيخ وجذع الدماغ وظائف منفصلة ، ولكنها تعمل سويا بشكل موحد ، وقد دعم أقواله بمجموعة كبيرة من التجارب على أدمغة الحمام ، حيث استأصل بعض أجزاء أدمغتها ودرس سلوكياتها وتصرفاتها ، ثم توالت بعد ذلك الدراسات والأبحاث والتجارب ، وتوصلت إلى نفس النتيجة السابقة ، وهي أن الدماغ يعمل ككل لا يتجزأ .
إن ما يلفت الانتباه ، هو أن العديد من العلماء والمفكرين قد تبنوا خرافة 10% ، وأن الكثير من وسائل الإعلام والحكايات الشعبية روجت – بشكل عجيب – لهذه الخرافة ، دون وجود أي دليل علمي ، والأغرب من ذلك ، أن الكثير من الشركات روجت لمنتجاتها الغذائية والتعليمية وأدواتها الرياضية بحجة أن مثل هذه المنتجات تحفز جانبا من الدماغ البشري غير المستخدم .

حجج منطقية

 
          يمكننا القول أن خرافة 10% لا يوجد أي دليل علمي أو طبي يدعمها وان مقولة (( أن الإنسان العادي يستخدم عشرة في المائة فقط من دماغه وأن العباقرة يستخدمون نسبة أكبر تصل إلى 15% من أدمغتهم )) قولا خاطئا تماما ، والحقيقة الثابته أن الإنسان يستخدم 100% من دماغه.
إن ما يثير التساؤلات في هذا الادعاء الباطل ، هو ما الطريقة التي تم الاعتماد عليها لتحديد نسبة 10% فقط من الدماغ البشري على إنها فعالة ، وأن 90% من الدماغ البشري غير مستغلة أبدا ، وهل يمكن استئصال نسبة 90% من الدماغ البشري إذا كانت غير مستغلة دون أن يؤثر ذلك على حياة ذلك الإنسان.
إن التجارب والمشاهدات السريرية تؤكد ، إن إصابة جزءا بسيطا جدا من الدماغ يؤدي إلى حدوث مشاكل صحية معقدة للغاية ، كما هو الحال عند من يصابون بالسكته الدماغية والتي تلحق ضررا بجزء لا يذكر من الدماغ ، ولكن نتائجها تكون وخيمة ومدمرة للغاية ، كذلك الأمر بالنسبة لمن يصابون بمرض باركنسون والذي يؤثر على مناطق محددة من الدماغ – أقل من 90% - ، ولكن النتائج المترتبة بسبب هذا المرض قد تكون مدمرة لمن يصاب به.
إن آلية عمل الدماغ البشري ما زالت تشكل لغزا للعلماء ، وبالرغم من تطور الوسائل العلمية والتكنولوجية والطبية ، إلا أن أسرار الدماغ البشري ما زالت تشكل تحديا لكل من يحاول فك طلاسمها المعقدة ، فالدماغ البشري هو تحفة من صنع الله  ، وأن الإنسان يستخدم في حياته اليومية 100% من دماغه حتى وهو في حالة سبات ونوم عميق ، حيث يبقى الدماغ يعمل بشكل مذهل تحت تأثير حالة كمون ظاهري .

المرجع
مجلة العربي العلمي ، العدد 23 ، أبريل 2007

هناك تعليقان (2):

  1. سبحان الله.... الله لم يخلق شيء عبثا فكل جزء من اجزاءالدماغ له وظيفته الخاصة به بحيث لا نستطيع الاستغناء عن اي جزء منه ..

    ردحذف
  2. معلومه رائعه وقيمه

    ردحذف

إذا أعجبتك المدونة من فضلك أكتب تعليق ....