الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

الغدة الدرقية .....



موقعها

تقع في الرقبة، أمام القصبة الهوائية، وهي تشبه في شكلها الفراشة التي تفرد جناحيها، وهي ذات لون بني محمر. وتتكون من فصين، وتحتوي على خلايا خاصة تقع في بطانتها تدعى الخلايا الكيسية، وهذه الخلايا هي المسؤولة عن إفراز هرمون الثايرويد. وتعتبر هذه الغدة من الغدد الصماء (التي تدخل إفرازاتها مباشرة إلى الدم من دون الحاجة إلى قنوات خاصة لنقله).

وظيفتها

وظيفة الغدة الدرقية هو إفراز هرمون الثايرويد، وهو على نوعين : • الثايروكسين أو T4 ويعتبر الهرمون الرئيسي. • وهرمون يسمي ثالث يود الثيرونين أو T3، والذي يتحول إلى ثايروكسين عند النسيج المطلوب. إنتاج وإفراز هرمون الثايروكسين يقع تحت سيطرة المحور تحت السريري النُخامي Hypothalamic-Pituitary -Axis، حيث أن منطقة ما تحت السرير في المخ (الهايبوثلاميس) Hypothalamus تفرز الهرمون المُطلق للثايروتروبين Thyrotropic -releasing -Hormone(TRH) والذي يعمل على الغدة النُخامية لتفرز بدورها الهرمون المُحرض للغدة الدرقية Thyroid -Stimulating -Hormone والذي يعمل على تحريض الغدة الدرقية لتُنتج وتفرز هرمون الثايروكسين. و كلما نقص الثايروكسين في الدم يزداد إفراز هذه الهرمونات وبالعكس إذا زادت كميتة في الدم نقص إفراز هذه الهرمونات وهذا ما يُسمى بالتلتقيم الراجع السلبي Negative Feedback Mechanism، ومهمته هي المحافظة على المستوى الطبيعي للهرمون في الدم لأداء عمله على أكمل وجه.

التركيب النسيجي

تحتوي الغدة على 20-30 مليون جُرَيْب، تسمى جُرَيباتُ الدَّرَقِيَّة والتي تُحاط بـظِهارَة بَسيطَة مكونة من نوعين من الخلايا بشكل أساسي:الخلايا الجُريبية، والخلايا المجاورة للجُرَيب
الخلايا الجريبية: هي خلايا تتراوح في شكلها بين بَسيطَة وعمودية وتشابه في تركيبها الخلوي الخلايا التي تنتج، تفرز، تمتص، أو تكسر البروتينات؛ ففي الجانب القاعدي منها تحتوي شبكة هيولية باطنة خشنة، والجانب القِمِّي منها يحتوي على جهاز غولجي وبعض الحبيبات الإفرازية واليحاليل واليباليع، ونواة دائرية تقريباً موجودة في منتصف الخلية، وتكون المتقدرات مبعثرة في الهيولى (السيتوبلازم)، وعدد متوسط من الزغيبات
الخلايا المجاورة للجُرَيب: وتكون أكبر حجما من سابقتها، وقد تكون موجودة بين الخلايا الجريبية أو في تجمعات خاصة بها، تمتاز بـشبكة هيولية باطنة خشنة صغيرة ومتقدرات طويلة وجهاز غولجي كبير، كما تتميز بوجود الحبيبات الإفرازية التي تحتوي الهرمون؛ فهذه الخلايا مسؤولة عن إفراز الهرمون (كالسيتونين).
أما عن الجراب بشكل عام: فهي تختلف كثيراً في حجمها وفي شكل الخلايا حولها؛ فقد تتراوح من صغيرة إلى كبيرة، وخلاياها قد تكون حرشفية، مكعبة أو عمودية (تعتبر الغدة قاصرة النشاط عندما تكون معظم خلاياها ذات الشكل الحرشفي) داخل هذه الجراب يوجد سائل هلامي مكون من بروتين سكري (الغلوبولين الدرقي) ويسمى بالغرواني (أو المادة الغروية).
تُحاط هذه الجراب بشبكة كثيفة من الأوعية الدموية المنوفذة والأوعية اللمفية لتسمح بتبادل كبير للمواد بين الدم والجراب

تصنيع الهرمونات

تمر هذه العملية بمراحل متسلسلة : تصنيع الغلوبولين الدرقي، قَبْط (امتصاص) اليود من الدم، أكسدة اليود، ثم يَودَنة (إضافة اليود إلى) سلسة التيروسين في الغلوبولين الدرقي لتنتج الهرمونات T4و T3

تصنيع الغلوبولين الدرقي

وهذه العملية تشابه تصنيع أي بروتين في الجسم؛ حيث تبدأ العملية بتصنيع البروتين في الشبكة الهيولية الباطنة الخشنة، ثم إضافة الكربوهيدرات في الشبكة الإندوبلازمية وفي جهاز غولجي، ثم نقل للجانب القمي من الخلية، حيث يتم إفرازه إلى داخل المادة الغروانية.

أخذ اليود من الدم

وذلك عن طريق البروتين الناقل مُراحل الصوديوم/اليود (Na/I symporter)؛ حيث يأخذ الصوديوم مترافقاً واليود إلى داخل الخلية، وهنا فإن مقدار امتصاص الغدة يعتمد على تركيز اليود وليس على الصوديوم، وبالتالي فإن تركيز اليود عندما يكون قليلاً ستقوم الغدة بزيادة أخذها لليود من الدم (مترافقاً مع الصوديوم) ليكون اليود هو المحددَ لمقدار الامتصاص وليس الصوديوم.

أكسدة اليود ونقله إلى المادة الغروانية

تتم أكسدة اليود بوساطة البيروكسيد الدرقي ثم يُنقل بوساطة ناقل الأنيونات المسمى (بيدندرين).

يودنة التيروسين

تمم يَودنة (إضافة اليود إلى) سلسلة التيروسين في الغلوبولين الدرقي، وهذه العملية تُحَفَّز بوساطة البيروكسيد الدرقي لينتج أُحادِيُّ يودوتيروزين وثُنائِيُّ يودوتيروزين، ليشكل الجتماعهما معاً ثلاثيَّ يودوثيرونين (T3) والثيروكسين (T4)، واللذَّين يصبحان جزءاً من الغلوبولين الدرقي

التأثيرات الفسيولوجية للهرمون الدرقي

تمتلك الهرمونات الدرقية تأثيرين فسيولوجيين رئيسيين :
1. زيادة تركيب البروتين في جميع أنسجة الجسم تقريبًا. 2. زيادة استهلاك الأكسجين بشكل رئيسي في الأنسجة المسؤولة عن الاستهلاك الأساسي للأكسجين مثل الكبد، والكلى، والقلب، والعضلات.

أعراض نقص إفرازات الغدة

- التعب والشعور بالخمود والإعياء. - التبلد العقلي - عدم تحمل البرد. - الشعور بالكآبة أو خمول العواطف. - الإمساك. - الالام العضلية. - جفاف الجلد أو تقشرة أو انتفاخه. - وخز في أصابع اليدين أو القدمين. - نقص في تحمل المجهود الرياضي. - الام في المفاصل. - بحة الصوت. - عدم انتظام الدورة الشهرية. - زيادة الوزن رغم ضعف الشهية. - جفاف الشعر وتقصفه - نبض ضعيف مع تورم في العنق.
وعلاج هذه الحالة بسيط جدا وهو تناول حبوب بديلة للهرمون الذي تنتجه الغدة الدرقية وبعدها يستعيد نشاطه مرة أخرى وهذه الحالات يتم علاجها عادة عن طريق أخصائي أمراض الغدد الصماء وقلما تحتاج هذه الحالات إلى أي تدخل جراحي.

زيادة إفرازات الغدة

هناك سببان رئيسيان لزيادة إفراز الغدة الدرقية :
أولهما مرض يسمى مرض جريفيز.
وثانيهما : حدوث تكيسات أو أورام.
  • أولاً، مرض جريفيز:
وهو عبارة عن زيادة أولية في وظائف الغدة ولا أحد يعرف بالتحديد المسبب الرئيسي لهذا المرض، ولكن هناك اعتقاد بأن السبب الجوهري لهذا المرض هو وجود اختلال للنظام المناعي في الجسم ينتج عنه قيام الغدة بإفراز كمية كبيرة جدا من هرمون الثيروكسين وهو الهرمون الأساسي الذي تفرزه الغدة الدرقية والمحصلة النهائية لهذا الخلل هو قيام المصنع بحرق الطاقة ومن أعراض هذه الحالة : • تناول المريض الكثير من الطعام وعلى الرغم من ذلك يقل وزنه. • ويتبول كثيرا. • ويتصرف بعصبية. • ويصاب بالإسهال. • كما يؤثر هذا المرض على العين ونلاحظ جحوظا في العينين.
  • ثانياً، زيادة إفراز الغدة الدرقية مع وجود تكيسات أو تورمات :
وهذا النوع من المرض لا يستجيب عادة للعلاج التحفظي، والعلاج الإشعاعي لا ينجح دائما ويكون التدخل الجراحي هو الأفضل في علاج مثل هذه الحالات، وهذا المرض موجود بكثرة، لان هذا المرض عادة ينتشر في المناطق التي لا يتوفر فيها اليود أو يوجد بقلة مثل المناطق الصحراوية ومناطق الجبال في سويسرا أو في وسط أفريقيا ويقل انتشار المرض في المناطق الساحلية، ولكن مع وجود الملح المزود باليود وكذلك تناول المأكولات البحرية كالأسماك قد ساعد على الإقلال من هذه المشكلات بصورة كبيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إذا أعجبتك المدونة من فضلك أكتب تعليق ....