الجمعة، 30 مارس 2012

الحلم ....





قرر أحد الثعابين يوما أن يتوب ويكف عن إيذاء الناس وترويعهم ...
فذهب إلى راهب يستفتيه فيما يفعل

فقال له الراهب : إنتحي من الأرض مكانا معزولا ، واكتفي من الطعام النزر اليسير .

ففعل الثعبان ما أُمر به ...
ولكن قضى مضجعة أن بعض الصبية كانو يذهبون إليه ويرمونه بالحجارة...
وعندما يجدون منه عدم مقاومة كانو يزيدون في إيذائه .

فذهب إلى الراهب يشكو إليه حاله ...

فقال له الراهب : انفث في الهواء نفثة كل اسبوع ليعلم هؤلاء الصبية أنك تستطيع رد العدوان إذا أردت ..

فعمل بالنصيحة وابتعد عنه الصبية .. و عاش بعدها مستريحا .

كثير من الناس يغرنهم الحلم
ويغريهم الرفق والطيبة بالعدوان والإيذاء

وكلما زاد المرء في حلمه زاد المعتدي في عدوانه ،
وقد يخيل إليه أن عدم رد العدوان هو ضعف واستكانة وقلة حيلة .

هنا يأتي دور الثعبان ونفثته التي تخبر من غره حلم الحليم ....
أن اليد التي لا تبطش قد ألجمها الأدب لا الضعف ،
واللسان العف استمد عفته من حسن الخلق لا من ضعف المنطق وقلة الحيلة .

وأن مهانة المسيء هي التي منعتنا من مجاراته لا الرهبة منه أو خشيته .

إن لنفثة الثعبان في زماننا هذا قيمة ..

خلاصة قولي :

إظهار العصا بين الحين والآخر كفيل بإعلام الجهلاء أن أصحاب الضمائر الحية ، أقوياء ، أشداء ...
قادرين على الحفاظ على حقوقهم وخصوصياتهم .

نعم قد نعفو عمن أخطاء فينا مرة أو أكثر ، وقد نتغاضى عن الإساءة فترة ،
لكن أن يكون هذا مطية لتضييع كرامتنا ومهابتنا ,, فهذا ما لا يرضاه عقل أو منطق .. أو دين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إذا أعجبتك المدونة من فضلك أكتب تعليق ....